تُشن مجموعة من أنواع الهجمات الإلكترونية ضد المؤسسات بشكل يومي، حيث تشير تقارير استخبارات التهديدات إلى أن متوسط الهجمات الأسبوعية لكل مؤسسة على مستوى العالم بلغ 1158 هجومًا في عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، أفادت شركة IT Governance، المتخصصة في خدمات الاستشارات وتوفير البرمجيات، أن إجمالي السجلات التي تم اختراقها في الهجمات المعلنة خلال العام نفسه وصل إلى 8.2 مليار سجل.
وتشير التوقعات الصادرة عن شركة الأبحاث والنشر Cybersecurity Ventures إلى أن التكلفة العالمية للجرائم الإلكترونية ستصل إلى 8 تريليون دولار في أواخر عام 2023، مع توقع ارتفاعها إلى 9.5 تريليون دولار بحلول عام 2025. وتشمل تكاليف أنواع الهجمات السيبرانية خسائر ملموسة وغير ملموسة، مثل فقدان الأصول والإيرادات والإنتاجية، بالإضافة إلى تضرر السمعة الذي يؤدي إلى فقدان ثقة العملاء وشركاء الأعمال.
ومع ذلك، لا تقتصر أنواع الهجمات الإلكترونية على المؤسسات الكبيرة فقط، حيث يستغل مجرمو الإنترنت أي جهاز متصل بالإنترنت كهدف أو أداة للهجوم. وتعد الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر عرضة للخطر بسبب اعتمادها على تدابير أمنية أقل تطورًا، مما يجعلها هدفًا سهلاً للحوادث الأمنية.
لذا، يتعين على مديري الأمن وفرقهم الاستعداد لمواجهة جميع أنواع الهجمات السيبرانية المحتملة. وللمساعدة في ذلك، يتم تقديم تحليل لأكثر 16 نوعًا من الهجمات الإلكترونية ضررًا، مع شرح آلية عمل كل منها ونصائح للحماية منها.
1. هجوم البرمجيات الخبيثة
تُعد البرمجيات الخبيثة، أو البرامج الضارة، تهديدًا رئيسيًا في عالم الأمن السيبراني. يُشير هذا المصطلح إلى أي برنامج أو ملف معادٍ أو متطفل مصمم لاستغلال الأجهزة والأنظمة على حساب المستخدم ولصالح المهاجم. تتخذ البرمجيات الخبيثة أشكالًا مختلفة، وتستخدم تقنيات متطورة للتهرب والتعتيم، ليس فقط لخداع المستخدمين، ولكن أيضًا لتجاوز ضوابط الأمان، مما يسمح لها بالتسلل إلى الأنظمة والأجهزة دون إذن.
من بين أنواع الهجمات السيبرانية الأكثر إثارة للقلق حاليًا هي برامج الفدية، وهي نوع من البرمجيات الخبيثة التي يستخدمها المهاجمون لتشفير ملفات الضحية، ثم يطلبون فدية مالية مقابل توفير مفتاح فك التشفير.
إلى جانب برامج الفدية، هناك أنواع أخرى شائعة من البرامج الضارة، مثل الفيروسات، والديدان، وأحصنة طروادة، وبرامج التجسس. كل نوع من هذه الأنواع له أسلوب عمل خاص، لكنها تشترك في هدف واحد وهو إلحاق الضرر بالمستخدمين أو الأنظمة أو سرقة البيانات الحساسة. نظرًا لانتشار برامج الفدية الواسع وتأثيرها المدمر، فسيتم تناولها بمزيد من التفصيل في قسم خاص بها. وفيما يلي بعض الأنواع الأخرى الشائعة من البرامج الضارة
الروتكت (Rootkit)
على عكس البرامج الضارة التقليدية، تُعتبر الروتكت (Rootkit) واحدة من أخطر أنواع الهجمات السيبرانية. وهي عبارة عن مجموعة من أدوات البرمجيات التي تفتح بابًا خلفيًا على جهاز الضحية، مما يسمح للمهاجم بتثبيت برامج ضارة إضافية مثل برامج الفدية ومسجلات لوحة الكتابة أو الوصول إلى أجهزة أخرى على الشبكة.
غالبًا ما تعمل الروتكت على تعطيل برامج الأمان لتجنب الكشف، مما يجعلها صعبة الاكتشاف. بمجرد السيطرة على الجهاز، يمكن استخدامه لإرسال رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها أو جمع بيانات حساسة.
حصان طروادة
يُعتبر حصان طروادة (Trojan Horse) أحد أخطر أنواع الهجمات الإلكترونية، حيث يتم تنزيله وتثبيته على جهاز الكمبيوتر تحت مظهر برنامج غير ضار، بينما يكون في الواقع برنامجًا خبيثًا. عادةً ما يختبئ هذا البرنامج في مرفقات البريد الإلكتروني أو في تنزيلات مجانية تبدو مشروعة.
عندما ينقر المستخدم على المرفق أو يقوم بتنزيل البرنامج، يتم نقل الكود الخبيث إلى جهازه. بمجرد دخوله، ينفذ الكود المهمة التي صممها المهاجم، والتي قد تكون هجومًا فوريًا أو إنشاء باب خلفي لاستخدامه في أنواع الهجمات السيبرانية المستقبلية.
برامج التجسس
تعد برامج التجسس (Spyware) واحدة من أخطر أنواع الهجمات الإلكترونية، حيث يتم تثبيتها على أجهزة الضحايا لمراقبة نشاطهم على الإنترنت دون علمهم أو موافقتهم. تعمل هذه البرامج على تعقب بيانات تسجيل الدخول وجمع المعلومات الحساسة، مثل أرقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية وكلمات المرور.
بالإضافة إلى استخدامها من قبل مجرمي الإنترنت، تُستخدم برامج التجسس أيضًا من قبل بعض الهيئات الحكومية. على سبيل المثال، يُستخدم برنامج بيجاسوس (Pegasus) الشهير للتجسس على الناشطين والسياسيين والدبلوماسيين وحتى مختبرات الأبحاث.
2. هجوم برامج الفدية
غالبا ما يتم تثبيت برامج الفدية (Ransomware) عند زيارة موقع ويب ضار أو فتح مرفق بريد إلكتروني معدل. تعمل هذه البرامج على استغلال نقاط الضعف في الجهاز لتشفير الملفات المهمة، مثل مستندات Word وجداول بيانات Excel وملفات PDF وقواعد البيانات، مما يجعلها غير قابلة للاستخدام.
بعد التشفير، يطلب المهاجم فدية مالية مقابل توفير مفتاح فك التشفير. قد تستهدف أنواع الهجمات السيبرانية هذه خوادم بالغة الأهمية أو تحاول الانتشار إلى أجهزة أخرى متصلة بالشبكة قبل تنشيط التشفير، مما يزيد من تأثيرها التدميري.
لزيادة الضغط على الضحايا، يلجأ المهاجمون إلى تهديد الضحايا ببيع أو تسريب البيانات المسربة إذا لم يتم دفع الفدية. في تطور حديث في تكتيكات أنواع الهجمات السيبرانية، يعتمد بعض المهاجمين الآن فقط على سرقة البيانات والتهديد بالإفصاح العام عنها لابتزاز المدفوعات، دون حتى تشفير البيانات.
ساهم هذا التغيير في ارتفاع قياسي في عدد هجمات برامج الفدية التي تم الإبلاغ عنها في عام 2023. وفقًا لشركة Check Point Research، تعرضت 10٪ من المنظمات حول العالم لمحاولات هجوم، مما يُظهر مدى انتشار هذه التهديدات وتعقيدها.
تعد برامج الفدية واحدة من أخطر أنواع الهجمات الإلكترونية، حيث يمكن أن تستهدف أي شخص، من الأفراد والشركات الصغيرة إلى المنظمات الكبيرة والوكالات الحكومية. يمكن أن يكون لهذه الهجمات تأثير مدمر، كما حدث في هجوم برامج الفدية المعروف باسم WannaCry في عام 2017، والذي أثر على منظمات في أكثر من 150 دولة مع تعطيل المستشفيات، مما كلف هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة وحدها حوالي 111 مليون دولار.
تعتبر برامج الفدية تهديدًا كبيرًا للأفراد والمؤسسات على حد سواء. نظرًا لخطورتها، أنشأت الحكومة الأمريكية في عام 2021 موقعًا إلكترونيًا يُدعى StopRansomware لتوفير موارد تساعد المؤسسات على منع هذه الهجمات. كما يقدم الموقع قوائم مرجعية حول كيفية الاستجابة لهجمات برامج الفدية، مما يعكس مدى انتشار وخطورة أنواع الهجمات السيبرانية هذه.
3. هجوم كلمة المرور
على الرغم من نقاط ضعفها المعروفة، لا تزال كلمات المرور هي طريقة المصادقة الأكثر شيوعًا في الخدمات الرقمية. لذلك، يعد الحصول على كلمة مرور الضحية أحد أسهل الطرق لتجاوز ضوابط الأمان والوصول إلى البيانات المهمة. ويستخدم المهاجمون مختلف أنواع الهجمات السيبرانية للحصول على كلمات المرور بشكل غير مشروع، بما في ذلك ما يلي:
الهجوم بالقوة الغاشمة
يعد تخمين كلمات المرور أحد الأساليب الشائعة، حيث يحاول المهاجمون استخدام كلمات مرور بسيطة ومعروفة، مثل “admin123″، أو الاعتماد على معلومات شخصية يتم جمعها من وسائل التواصل الاجتماعي، مثل أسماء الحيوانات الأليفة وأرقام الهواتف والتواريخ… وفي بعض الحالات، يتم استخدام أدوات متطورة لاختبار جميع التركيبات الممكنة من الأحرف والأرقام، مما يزيد من احتمالية نجاح الهجوم.
هجوم القاموس
على غرار هجوم القوة الغاشمة، يعد هجوم القاموس أحد أنواع الهجمات الإلكترونية التي تعتمد على استخدام مكتبة محددة مسبقًا من الكلمات والعبارات الشائعة، والتي يتم اختيارها بناءً على موقع الضحية أو جنسيتها.
الهندسة الاجتماعية
يعد التصيد الاحتيالي (Phishing) أحد أخطر أنواع الهجمات السيبرانية، حيث يمكن للمهاجم تصميم رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية تبدو حقيقية باستخدام معلومات شخصية يتم جمعها من وسائل التواصل الاجتماعي أو مصادر أخرى. وكشكل من أشكال الهندسة الاجتماعية، تُستخدم هذه الرسائل للحصول على بيانات تسجيل الدخول من خلال التلاعب بالضحية أو خداعها لإفشاء بمعلومات مهمة كأرقام بطاقة الإئتمان…، حيث يتم إرسالها من حساب مزيف ينتحل شخصية معروفة للضحية.
تسجيل لوحة الكتابة
تعد برامج تسجيل لوحة الكتابة (Keyloggers) هي برامج تقوم بمراقبة وتسجيل كل ضغطة مفتاح يقوم بها المستخدم. حيث يتم استخدام هذه البرامج لالتقاط كلمات المرور ورموز PIN والمعلومات السرية الأخرى التي يتم إدخالها عبر لوحة المفاتيح، وإرسال هذه المعلومات إلى المهاجم عبر الإنترنت.
برنامج تعقب كلمات
تعد برامج اعتراض حركة المرور (Sniffer) أحد أنواع الهجمات الإلكترونية التي يتم فيها تثبيت برنامج صغير على الشبكة لاستخراج أسماء المستخدمين وكلمات المرور المرسلة عبر الشبكة بنص عادي. وعلى الرغم من أن المهاجمين ما زالوا يستخدمون هذه الطريقة في أنواع الهجمات السيبرانية، إلا أن فعاليتها قد انخفضت بشكل كبير بسبب انتشار التشفير في معظم حركة مرور الشبكة الحديثة.
4. هجوم الحرمان من الخدمة الموزعة
تعتمد هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة (DDoS) على استخدام مجموعة كبيرة من الأجهزة المخترقة، مثل أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة، لاستهداف خوادم أو مواقع ويب أو موارد شبكية أخرى. يتمثل الهدف الرئيسي من هذه الهجمات في إبطاء أو تعطيل الخدمة بشكل كامل عبر إرسال كميات هائلة من الرسائل أو طلبات الاتصال أو الحزم الضخمة، مما يؤدي إلى حرمان المستخدمين الشرعيين من الوصول إلى الخدمة.
قد تكون الدوافع وراء هذه الهجمات سياسية أو إيديولوجية. ولكنها تُستخدم أيضًا كوسيلة لابتزاز المدفوعات. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد المهاجمون بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين أساليب الهجوم وتوجيه شبكات الأجهزة المخترقة بشكل أكثر فاعلية. ومع ذلك، يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز جميع أشكال أنواع الهجمات السيبرانية مصدرًا للقلق، على الرغم من إمكانية استغلاله أيضًا في تعزيز إجراءات الأمن السيبراني.
5. التصيد الاحتيالي
في هجمات التصيد الاحتيالي (Phishing)، يتظاهر المهاجم بأنه منظمة موثوقة أو فرد معروف بهدف خداع الضحية وإقناعها بتسليم معلومات حساسة، مثل كلمات المرور أو تفاصيل بطاقات الائتمان أو حتى الملكية الفكرية. تعتمد هذه الهجمات بشكل كبير على تقنيات الهندسة الاجتماعية، مما يجعلها سهلة التنفيذ وفعالة بشكل ملحوظ.
عادةً ما يتم استخدام رسائل البريد الإلكتروني لنشر روابط أو مرفقات ضارة، ولكن يمكن أيضًا تنفيذ هجمات التصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية القصيرة أو المكالمات الهاتفية.
من بين الأنواع المتقدمة لهذه الهجمات، يعد التصيد الاحتيالي المستهدف (Spear Phishing) الأكثرها خطورة، حيث يركز على أفراد أو شركات معينة. أما هجمات اصطياد الحيتان (Whaling)، فهي نوع من التصيد المستهدف يتركز على كبار المسؤولين التنفيذيين في المؤسسات.
أحد الهجمات المرتبطة بهذه الأساليب هو اختراق البريد الإلكتروني التجاري (BEC)، حيث يتظاهر المهاجم بأنه مسؤول تنفيذي رفيع المستوى أو شخص ذو سلطة ويطلب من الموظفين تحويل الأموال أو اتخاذ إجراءات أخرى بناءً على تعليمات مزيفة.
يمكنك القرائة أيضا: الأمان والخصوصية مبادئهما، الفرق بينهما وكيف نحافظ عليهما
6. هجوم حقن SQL
أي موقع ويب يعتمد على قواعد بيانات يكون عرضة لهجمات حقن SQL (SQL Injection). تعتمد هذه الهجمات على إدخال استعلامات SQL خبيثة ضمن طلبات قاعدة البيانات، مما يسمح للمهاجم بتنفيذ إجراءات غير مصرح بها. يمكن لاستعلام SQL مصمم بعناية أن يؤدي إلى إنشاء أو تعديل أو حذف البيانات المخزنة في قاعدة البيانات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الهجمات أن تتيح للمهاجمين قراءة واستخراج معلومات حساسة، مثل الملكية الفكرية، والبيانات الشخصية للعملاء أو الموظفين، وكذلك بيانات الاعتماد الإدارية والمعلومات التجارية السرية. لا تزال هجمات حقن SQL (SQL Injection) تُستخدم على نطاق واسع، حيث احتلت المرتبة الثالثة في قائمة 2023 Common Weakness Enumeration (CWE) Top 25، والتي تُصنف أخطر نقاط الضعف البرمجية. تدير هذه القائمة شركة The Mitre Corp.
وفقًا لموقع CVE Details، تم إضافة أكثر من 2100 ثغرة أمنية مرتبطة بحقن SQL إلى قاعدة بيانات CVE في عام 2023. تُعد قاعدة بيانات CVE كتالوجًا معتمدًا للثغرات الأمنية الشائعة، والتي تديرها أيضًا شركة Mitre. ومن الأمثلة البارزة على هجمات حقن SQL، استغلال المهاجمين لإحدى الثغرات الأمنية الجديدة للوصول إلى تطبيق الويب MoveIt Transfer التابع لشركة Progress Software. أدى هذا الهجوم إلى حدوث خروقات للبيانات في آلاف المؤسسات التي تعتمد على برنامج نقل الملفات.
7. هجوم حقن XSS
تعد هجمات البرمجة النصية (XSS) نوعًا من هجمات الحقن التي يتم فيها إضافة نص برمجي ضار إلى محتوى موقع ويب. تحدث هذه الهجمات عندما يتمكن مصدر غير موثوق به من حقن تعليمات برمجية خبيثة في تطبيق ويب. ليتم بعد ذلك تضمين هذه التعليمات في صفحات الويب التي يتم إنشاؤها ديناميكيًا وإرسالها إلى متصفح الضحية.
يتيح هذا النوع من الهجمات للمهاجم تنفيذ برامج نصية مكتوبة بلغات مثل JavaScript وJava وHTML في متصفحات المستخدمين غير المطلعين. يمكن للمهاجمين استخدام هجمات XSS لسرقة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجلسات، مما يسمح لهم بانتحال هوية المستخدمين الضحايا. بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم توزيع البرامج الضارة، تشويه مواقع الويب، وجمع بيانات اعتماد المستخدمين، أو تنفيذ إجراءات ضارة أخرى.
غالبًا ما يتم دمج هجمات XSS مع تقنيات الهندسة الاجتماعية، مثل التصيد الاحتيالي، لزيادة فعاليتها. وتجدر الإشارة إلى أن هجمات XSS تعد واحدة من أكثر أنواع الهجمات السيبرانية شيوعًا، حيث احتلت المرتبة الثانية في قائمة CWE Top 25 لعام 2023.
8. هجوم الرجل في المنتصف
في هجمات الرجل في المنتصف (MitM)، يقوم المهاجم باعتراض الاتصالات بين طرفين بشكل سري، مثل مستخدم نهائي وتطبيق ويب. يعتقد الطرفان أنهما يتواصلان مباشرة مع بعضهما البعض. ولكن في الواقع، يكون المهاجم قد وضع نفسه في منتصف المحادثة الإلكترونية، مما يسمح له بالتحكم في تدفق المعلومات.
يمكن للمهاجم قراءة الرسائل المتبادلة، نسخها، أو حتى تعديلها قبل إعادة توجيهها إلى الطرف الآخر دون أن يلاحظ الضحية أي شيء. يتم كل ذلك في الوقت الفعلي، مما يجعل هذه الهجمات من أخطر أنواع الهجمات السيبرانية.
عند نجاح هجوم MitM، يمكن للمهاجمين التقاط أو التلاعب بالمعلومات الشخصية الحساسة، مثل بيانات تسجيل الدخول، تفاصيل المعاملات المالية، سجلات الحسابات، وأرقام بطاقات الائتمان. غالبًا ما تستهدف هذه الهجمات مستخدمي تطبيقات الخدمات المصرفية عبر الإنترنت ومواقع التجارة الإلكترونية. في كثير من الحالات، يعتمد المهاجمون على إرسال رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية لإقناع المستخدمين بتثبيت برامج ضارة تمكنهم من تنفيذ الهجوم.
9. تفسير مسارات عناوين URL
واحدة من الثغرات الأمنية الشائعة في مواقع الويب، حيث يتمكن المهاجم من الوصول إلى موارد أو بيانات غير مصرح له بالوصول إليها من خلال التلاعب بمعرفات الكائنات (Object References). تحدث هذه الثغرة عندما لا تقوم التطبيقات بالتحقق بشكل صحيح من صلاحيات المستخدم قبل السماح له بالوصول إلى كائن معين، مثل ملف أو سجل قاعدة بيانات.
على سبيل المثال، إذا كان عنوان URL يحتوي على معرف مستخدم (مثل https://example.com/profile?id=123). فقد يحاول المهاجم تغيير قيمة “id” إلى رقم آخر (مثل 124) للوصول إلى ملف تعريف مستخدم آخر. إذا لم يتم تطبيق فحوصات التحكم في الوصول بشكل صحيح. يمكن للمهاجم الوصول إلى حساب كل مستخدم آخر على الموقع أو بيانات حساسة أو موارد خاصة أو حتى الوصول إلى صفحات المشرف المستخدمة لإدارة موقع ويب.
10. هجمات انتحال DNS
يعمل نظام أسماء النطاقات (DNS) على تسهيل وصول المستخدمين إلى مواقع الويب من خلال ربط أسماء النطاقات وعناوين URL بعناوين IP التي تستخدمها أجهزة الكمبيوتر لتحديد المواقع. ومع ذلك، يستغل المهاجمون الطبيعة الغير الآمنة لـ DNS لتنفيذ هجمات انتحال DNS (DNS Spoofing). حيث يتم استبدال عناوين IP المخزنة على خوادم DNS أو محللاتها بإدخالات مزيفة.
عند حدوث هذا الهجوم، يتم توجيه الضحايا إلى مواقع ويب وهمية يتحكم فيها المهاجمون بدلاً من المواقع الأصلية. غالبًا ما تكون هذه المواقع المزيفة مصممة لتقليد المواقع الأصلية بشكل دقيق. مما يجعل المستخدمين يعتقدون أنهم يتفاعلون مع موقع موثوق به. نتيجة لذلك، لا يشعر الضحايا بالشك عند إدخال بيانات اعتماد تسجيل الدخول. مثل أسماء المستخدمين وكلمات المرور، مما يسمح للمهاجمين بالحصول على هذه المعلومات واستخدامها لاختراق الحسابات.
11. أنفاق DNS
نظرًا لأن نظام أسماء النطاقات (DNS) يُعتبر خدمة موثوقة، فإن رسائل DNS عادةً ما تمر عبر جدران الحماية الخاصة بالمؤسسات في كلا الاتجاهين مع القليل من المراقبة. ومع ذلك، يمكن للمهاجمين استغلال هذه الثغرة لتضمين بيانات ضارة. مثل رسائل الأوامر والتحكم، داخل استعلامات واستجابات DNS، مما يتيح لهم تجاوز ضوابط الأمان أو الالتفاف عليها.
في هجمات الأنفاق عبر DNS، يتم استخدام برنامج ضار يتم نشره على خادم ويب مرتبط باسم نطاق مسجل. بمجرد إصابة جهاز كمبيوتر خلف جدار حماية المؤسسة، يحاول البرنامج الضار الاتصال بالخادم باستخدام برنامج الأنفاق. والذي يتضمن طلب DNS لتحديد موقع الخادم. يوفر هذا الاتصال للمهاجم وصولاً إلى الشبكة المحمية، مما يسمح له بتنفيذ هجمات إضافية أو سرقة البيانات.
على الرغم من استخدام أنفاق DNS في الهجمات الإلكترونية، إلا أن لها أيضًا استخدامات مشروعة. على سبيل المثال، تقوم بعض شركات برامج مكافحة الفيروسات بإرسال تحديثات ملفات تعريف البرامج الضارة عبر أنفاق DNS في الخلفية، مما يضمن تحديث البرامج دون تعطيل تجربة المستخدم.
12. هجوم شبكة الروبوتات
تعرف شبكة الروبوتات (Botnet) بأنها مجموعة من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المتصلة بالإنترنت التي تم اختراقها وإصابتها ببرامج ضارة. مما يسمح لمجرمي الإنترنت بالتحكم فيها عن بُعد. غالبًا ما يتم اختراق أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) المعرضة للثغرات الأمنية لزيادة حجم وقوة هذه الشبكات.
تُستخدم شبكات الروبوتات في أنشطة ضارة متعددة، مثل إرسال رسائل البريد الإلكتروني العشوائية، والمشاركة في حملات الاحتيال بالنقر (Click Fraud)، وتوليد حركة مرور ضارة لدعم هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة (DDoS).
الهدف الرئيسي من إنشاء شبكات الروبوتات هو إصابة أكبر عدد ممكن من الأجهزة، ثم استخدام قوة الحوسبة والموارد المجمعة لهذه الأجهزة لأتمتة وتضخيم الأنشطة الضارة. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة سرقة البيانات، تنفيذ هجمات DDoS، أو حتى التعدين غير المشروع للعملات الرقمية.
13. هجوم حفرة الري
في هجمات حفرة الري (Watering Hole)، يستغل المهاجمون ثغرة أمنية في موقع ويب شرعي لإضافة تعليمات برمجية ضارة. عند زيارة المستخدمين للموقع، يتم تنفيذ هذه التعليمات البرمجية تلقائيًا، مما يؤدي إلى إصابة أجهزتهم بالبرامج الضارة. تعتبر هذه الهجمات نوعا من أنواع الهجمات السيبرانية العشوائية. حيث يتم استهداف مواقع ويب يزورها مستخدمون محددون بشكل متكرر، مثل موظفي منظمة معينة أو عملائها، أو حتى قطاعات كاملة مثل التمويل والرعاية الصحية والجيش.
نظرًا لصعوبة اكتشاف المستخدمين أن موقع الويب قد تم اختراقه. تعد هجمات حفرة الري (Watering Hole) وسيلة فعالة للغاية لتثبيت البرامج الضارة. في بعض الحالات، قد يخفي المهاجم البرامج الضارة في ملفات يتم تنزيلها عمدًا من قبل المستخدمين، مما يزيد من فرص نجاح الهجوم.
غالبًا ما تكون البرامج الضارة المستخدمة في هذه الهجمات عبارة عن أحصنة طروادة للوصول عن بعد، والتي تمنح المهاجمين تحكمًا كاملاً في الأنظمة المصابة.
14. التهديد الداخلي
يتمتع الموظفون والمقاولون بإمكانية الوصول المشروع إلى أنظمة المؤسسة، وقد يكون لدى بعضهم فهم عميق لتدابير الأمن السيبراني المعمول بها. وبالتالي، يمكن استخدام هذه الإمكانيات للوصول إلى موارد مقيدة، أو إجراء تغييرات ضارة في الأنظمة، أو حتى تثبيت برامج ضارة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب المطلعون عن غير قصد في حدوث مشكلات أمنية بسبب الإهمال أو نقص الوعي والتدريب على سياسات الأمن السيبراني وأفضل الممارسات لتفادي مختلف أنواع الهجمات السيبرانية.
على الرغم من الاعتقاد السابق بأن التهديدات الداخلية تفوق الهجمات الخارجية، إلا أن البيانات الحديثة تشير إلى تغير هذا الواقع. وفقًا لتقرير خرق البيانات لعام 2023 الصادر عن شركة فيريزون، كانت الجهات الخارجية مسؤولة عن أكثر من 80٪ من الاختراقات التي تم التحقيق فيها. ومع ذلك، لا يزال المطلعون متورطين في 19٪ من الحوادث، أي ما يقرب من واحدة من كل خمسة اختراقات.
15. هجوم التنصت
تعرف هجمات التنصت على الشبكة، أو استنشاق الحزم (Packet Sniffing)، بأنها هجمات تعتمد على اعتراض حركة المرور أثناء نقل البيانات عبر الشبكة، خاصة في الاتصالات غير المؤمنة. يتم استخدام أدوات أو برامج خاصة لمراقبة وتسجيل المعلومات بشكل سلبي، مما يسمح للمهاجمين بالوصول إلى البيانات غير المشفرة. يمكن أن تكون هذه الممارسة مشروعة عندما تستخدمها فرق إدارة الشبكة وأمن تكنولوجيا المعلومات لتحليل حركة المرور أو حل مشكلات الشبكة.
ومع ذلك، يستغل المهاجمون هذه التقنيات لسرقة البيانات الحساسة، مثل كلمات المرور أو المعلومات المالية، أو للحصول على معلومات تمكنهم من اختراق الشبكة بشكل أعمق. يمكن تنفيذ هجمات التنصت من خلال تثبيت برامج ضارة على أجهزة متصلة بالشبكة باستخدام رسائل بريد إلكتروني احتيالية. أو عن طريق توصيل أجهزة استنشاق الحزم مباشرة بالشبكة من قبل شخص خبيث.
لا يتطلب الهجوم اتصالاً مستمرًا بالجهاز المخترق، حيث يمكن استرداد البيانات الملتقطة لاحقًا، سواء بشكل فعلي أو عن بعد. نظرًا لتعقيد الشبكات الحديثة والعدد الكبير من الأجهزة المتصلة بها، قد يكون من الصعب اكتشاف هجمات التنصت، خاصةً لأنها لا تؤثر بشكل ملحوظ على أداء الشبكة.
16. هجوم يوم الميلاد
تعد هجمات تصادم التجزئة (Hash Collision Attacks)، والمعروفة أيضًا باسم هجمات عيد الميلاد (Birthday Attacks)، نوعًا من هجمات القوة الغاشمة التشفيرية. والتي تهدف إلى الحصول على التوقيعات الرقمية وكلمات المرور ومفاتيح التشفير من خلال استهداف قيم التجزئة المستخدمة لتمثيلها. تعتمد هذه الهجمات على “مفارقة عيد الميلاد”، والتي تنص على أنه في مجموعة عشوائية مكونة من 23 شخصًا، تزيد فرصة وجود شخصين لهما نفس تاريخ الميلاد عن 50%. يمكن تطبيق نفس المنطق على قيم التجزئة، حيث تزداد احتمالية العثور على تصادمات (قيم تجزئة متطابقة) مع زيادة عدد المحاولات.
من الخصائص الرئيسية لدوال التجزئة مقاومة التصادم، مما يجعل من الصعب للغاية توليد نفس قيمة التجزئة من مدخلين مختلفين. ومع ذلك، إذا قام المهاجم بتوليد آلاف المدخلات العشوائية وحساب قيم التجزئة الخاصة بها، فإن احتمال مطابقة القيم المسروقة لاكتشاف بيانات اعتماد تسجيل الدخول للمستخدم يزداد. خاصة إذا كانت دالة التجزئة ضعيفة أو كانت كلمات المرور قصيرة.
يمكن أيضًا استخدام هذه الهجمات لإنشاء رسائل مزيفة أو تزوير التوقيعات الرقمية. ونتيجة لذلك، يحتاج المطورون إلى استخدام خوارزميات وتقنيات تشفير قوية مصممة لمقاومة هجمات التصادم. مثل أكواد مصادقة الرسائل (MAC) وأكواد مصادقة الرسائل القائمة على التجزئة (HMAC).
يمكنك القرائة أيضا: البرامج الضارة: تعريفها، أنواعها، وكيفية الحماية من هجمات البرمجيات الخبيثة؟
كيفية منع أنواع الهجمات السيبرانية الشائعة
كلما زاد عدد الأجهزة المتصلة بشبكة معينة، زادت قيمتها بشكل كبير. في الشبكات الكبيرة، يؤدي ذلك إلى صعوبة زيادة تكلفة الهجوم إلى حد يجعل المهاجمين يتراجعون. يتعين على فرق الأمن أن تتقبل أن شبكاتها ستواجه هجمات مستمرة. ومع ذلك، من خلال فهم كيفية عمل مختلف أنواع الهجمات الإلكترونية، يمكن وضع ضوابط واستراتيجيات فعّالة لتخفيف الأضرار الناتجة عنها.
إدارة نقاط الضعف
سواء كانت هذه أهداف المهاجمون تتعلق بسرقة البيانات أو تعطيل الخدمات، سيحتاجون أولا إلى إنشاء موطئ قدم داخل شبكة المؤسسة قبل أن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم. لذلك، يسعون دائمًا لاكتشاف الثغرات ونقاط الضعف في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الخاصة بالجهة المستهدفة واستغلالها. لذا، فإن الالتزام بتحديد وإصلاح هذه الثغرات خطوة أساسية لتقليل فرص نجاح الهجمات الإلكترونية.
الأخطاء البشرية
لا تقتصر الثغرات الأمنية على الجوانب التكنولوجية فحسب، بل تلعب العوامل البشرية دورًا كبيرًا في تسهيل الاختراقات. وفقًا لتقرير اختراق البيانات لعام 2023 الصادر عن شركة Verizon. فإن 74% من الحوادث الأمنية التي تم تحليلها شملت عنصرًا بشريًا، سواء كان ذلك عبر الأخطاء غير المقصودة أو الوقوع ضحية لتقنيات الهندسة الاجتماعية مثل التصيد الاحتيالي. وتتنوع هذه الأخطاء بين أفعال بسيطة، مثل تنزيل مرفقات مصابة بالبرامج الضارة، وإهمال استخدام كلمات مرور قوية، أو حتى الفشل في اتخاذ إجراءات أمنية ضرورية.
هذا الواقع يجعل لتدريب الوعي الأمني أولوية قصوى في استراتيجيات الدفاع ضد مختلف أنواع الهجمات السيبرانية. ومع تطور تقنيات الهجوم باستمرار، يجب أن يكون التدريب مستمرًا ومحدّثًا لمواكبة التهديدات الجديدة. يمكن أن تساهم أدوات مثل محاكاة الهجمات الإلكترونية في تقييم مستوى الوعي الأمني لدى الموظفين، وتحديد نقاط الضعف، وتوجيه الجهود نحو تدريبات إضافية لتعزيز المهارات الأمنية. بهذه الطريقة، يمكن للمؤسسات تقليل المخاطر الناتجة عن الأخطاء البشرية وبناء خط دفاع قوي ضد التهديدات السيبرانية المتزايدة.
إختبارات الإختراق
يعد تبني استراتيجية الدفاع الإستباقي أمرًا ضروريًا لتعزيز حماية المؤسسات من التهديدات السيبرانية. تعتمد هذه الاستراتيجية على طبقات متعددة من الحماية، تشمل الأجهزة، البرمجيات، الشبكات، والعنصر البشري، مما يجعل اختراق الأنظمة أكثر صعوبة على المهاجمين.
ولضمان فعالية هذه الاستراتيجية، يجب اختبارها بانتظام من خلال تقييمات الثغرات الأمنية واختبارات الاختراق. هذه الاختبارات تساعد على اكتشاف نقاط الضعف القابلة للاستغلال في أنظمة التشغيل والتطبيقات، سواء كانت ثغرات معروفة أو إعدادات خاطئة. ومن خلال تحديد هذه الثغرات وإصلاحها بشكل استباقي، يمكن للمؤسسات تقليل فرص نجاح الهجمات وتعزيز وضعها الأمني بشكل عام.
التشفير
يعد التشفير الشامل عبر الشبكة أحد الأدوات الفعّالة في تعزيز الأمن السيبراني. حيث يلعب دورًا حاسمًا في منع الهجمات الإلكترونية من استخراج البيانات الحساسة حتى في حال اختراق دفاعات الشبكة. فعندما تكون البيانات مشفرة بشكل كامل، تصبح غير قابلة للقراءة أو الاستخدام من قبل المهاجمين، حتى لو تمكنوا من اختراق أنظمة الحماية الطرفية أو اعتراض حركة المرور على الشبكة.
هذا النهج يُعرف باسم التشفير من طرف إلى طرف. حيث تظل البيانات مشفرة طوال رحلتها عبر الشبكة، من نقطة الإرسال إلى نقطة الاستقبال. وبالتالي، حتى لو نجح المهاجمون في الوصول إلى البيانات المعترضة، فلن يتمكنوا من فك تشفيرها دون امتلاك المفاتيح الأمنية المناسبة.
التحقق بخطوتين
التحقق بخطوتين يعتبر من أكثر الوسائل فعالية لحماية الحسابات والأجهزة من الوصول الغير مصرح به. تقدم هذه الأداة طبقة إضافية من الأمان بجانب كلمة المرور العادية، مما يجعل من الصعب على المهاجمين الوصول إلى البيانات حتى لو تمكنوا من الحصول على كلمات المرور.
- استخدام تطبيقات الجوال:
- يمكن إستعمال تطبيقات مثل Google Authenticator أو Authy.
- يتطلب مسح رمز QR لضبط الحساب.
- يوفر رموز تَحقُق تتغير بانتظام.
- أمثلة على الخدمات التي تدعم التحقق بخطوتين
- جوجل: يوفر خيارات لاستخدام تطبيقات الموثوقية أو الرسائل النصية.
- فيسبوك: يتيح لك استخدام رقم الهاتف للحصول على رموز تحقق.
- آبل: يقدم رموز تحقق عبر الأجهزة الموثوقة.
تقنية نزع سلاح المحتوى وإعادة بنائه
تعد ثغرات اليوم الصفري (Zero-Day Vulnerabilities) من أخطر أنواع الهجمات السيبرانية التي تواجه المؤسسات. حيث يستغل مجرمو الإنترنت ثغرات أمنية غير معروفة مسبقًا قبل أن يتم اكتشافها أو إصدار تصحيحات لها. للتعامل مع هذه التهديدات المتطورة، تحتاج الشركات إلى تبني استراتيجيات أمنية متقدمة. ومن بينها تقنية نزع سلاح المحتوى وإعادة بنائه (Content Disarm and Reconstruction – CDR).
تعتمد هذه التقنية على نهج استباقي يتعامل مع كل المحتوى الوارد على أنه تهديد محتمل. بدلاً من الاعتماد على محاولة اكتشاف البرامج الضارة التي تتطور باستمرار. تقوم تقنية CDR بتحليل الملفات الواردة وإزالة أي مكونات غير معروفة أو غير متوافقة مع مواصفات نوع الملف وتنسيقه، ثم إعادة بناء الملف بشكل آمن. بذلك، يتم التخلص من أي عناصر ضارة محتملة دون الحاجة إلى التعرف عليها بشكل مباشر.
تقسيم الشبكة
يعد الكشف المبكر عن الهجمات الإلكترونية أمرًا بالغ الأهمية لتقليل الأضرار والحد من انتشار التهديدات. ومن الأدوات التي تساعد على تحقيق ذلك تقسيم الشبكة (Network Segmentation). والتي تعمل على إنشاء شبكة أكثر مرونة وقادرة على اكتشاف الهجمات وعزلها وتعطيلها بسرعة، مما يحد من تأثيرها على الأنظمة الأخرى.
إلى جانب المراقبة، يجب أن تمتلك المؤسسات خطة استجابة للحوادث (Incident Response Plan) مدروسة ومدربة عليها جيدًا. هذه الخطة تحدد الأدوار والمسؤوليات، والإجراءات الواجب اتباعها في حالة اكتشاف هجوم إلكتروني. بما في ذلك احتواء التهديد، واستعادة الأنظمة المتأثرة، ومنع حدوث الهجمات المستقبلية. التدريب المنتظم على هذه الخطة يضمن استجابة سريعة وفعّالة عند وقوع أي حادث أمني.
يمكنك القرائة أيضا: هندسة نظم المعلومات ودورها في تعزيز الأمن السيبراني
لضمان بقاء العالم المتصل آمنًا في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتزايدة والتعقيد. يجب أن تركز استراتيجيات وميزانيات الأمن السيبراني على بناء القدرة على التكيف مع التهديدات المتغيرة باستمرار. هذا يتطلب تبني نهج ديناميكي يتضمن نشر ضوابط أمنية جديدة عند الحاجة، والاستفادة من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) لتعزيز قدرات فرق الأمن.