سيرة الحبيب رسول الله ﷺ من أعذب الكلام الذي يطرق الاسماع. والحديث عن سيرة رسول الله ﷺ باستجلاء محاسنه، وذكر المعاني الموجبة لمحبته ﷺ، من أعظم القرب وأجل الطاعات، لأن ذلك ينشئ محبته ﷺ. ومحبته ﷺ عقد من عقود الايمان. لا يتم الا بها.
ولد رسول الله ﷺ عام الفيل يوم الاثنين “هذا مجزوم به” وفي ربيعه الاول على قول الأكثرين. وقد كان الاحبار من يهود، والرهبان من النصارى، والكهان من العرب، قد تحدثوا بأمره ﷺ لما تقارب زمانه. فأما الاحبار من يهود والرهبان من النصارى فعمَّا كانوا يجدونه في كتبهم من صفته صلى الله عليه وسلم وصفة زمانه.
أحبار اليهود وتنبؤاتهم بميلاد النبي ﷺ
الخبر الأول عن حسَّان ابن ثابت رضي الله عنه
يدل على ذلك ما رواه ابن اسحاق في سيرته بإسناد حسن، عن حسَّان ابن ثابت رضي الله عنه قال: والله إني لغلام يفع ابن سبع سنين او ثمان اعقل كل ما سمعت، اذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب يقول يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا اليه فقالوا له ويلك مالك، فقال لهم قد طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.
الخبر الثاني عن سلمة بن سلامة بن وقش رضي الله عنه
ما رواه أحمد والحاكم والطبراني وغيرهم عن سلمة بن سلامة بن وقش رضي الله عنه، وكان من الصحابة من أهل بدر، قال: كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل، فخرج علينا ذات يوم من بيته قبل مبعث رسول الله ﷺ بيسير، فوقف على مجلس عبد الأشهل، وأنا أحدث من فيه يومئذ سنًّا علي بردة مشتملاً فيها مضطجعًا بفناء أهلي. فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، يقول ذلك لأهل شرك وأهل أوثان لا يرون أن بعثًا كائنًا بعد الموت. فقالوا له: ويحك يا فلان، أترى ذلك كائنًا حقًا أن الناس يُبعثون من قبورهم إلى دار فيها جنة ونار، فيجزون بأعمالهم؟
فقال: نعم، والذي يُحلف به! لوَدَّ أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا، يحمونه فيدخلونه فيه، فيطبق عليه به وأن ينجو من تلك النار غدًا “أسأل الله العفو والنجاة منها”. قالوا: وما آية ذلك؟ قال: نبي يُبعث من نحو هذه البلدة، قال: وأشار بيده نحو مكة واليمن. قالوا: فمتى تراه كائنًا بنا؟ قال: فنظر في القوم، وأنا من أحدثهم يومئذ سنا، فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله ﷺ وهو حي بين أظهرنا “ذاك اليهودي”، فآمنا به وكفر به حسدا وبغيًا. فقلنا له: ويحك يا فلان، ألست بالذي قلت كذا وكذا؟ فقال: نعم، ولكن ليس به.
الخبر الثالث عن رجال من الأنصار
ما رواه ابن إسحاق في سيرته بإسناد صحيح عن رجال من الأنصار. قالوا: إن مما دعانا إلى الإسلام بعد رحمة الله تعالى وهُداه، لما كنا نسمع من يهود. كنا قومًا أهل أوثان وأهل أصنام، وكانوا قومًا أهل كتاب، وكان لهم علم ليس عندنا. وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور. فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون، قالوا لنا: إنه تقارب زمان نبي يُبعث، نتبعه نقتلكم معه قتل عاد وإرم. فكنا كثيرًا ما نسمع ذلك منهم. فلما بعث الله رسوله ﷺ أجبناه حين دعانا، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به، وبادرناهم إليه فآمنا وكفروا به. ففينا وفيهم نزلت هؤلاء الآيات من سورة البقرة. ֎وَلَمَّا جَاءَهُم رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتحونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ֎.
فهذا بعض ما يدل على أن أحبار اليهود كانوا يعرفون رسول الله ﷺ بل يعرفون زمانه ﷺ.
أحبار النصارى وتنبؤاتهم بميلاد النبي ﷺ
مثل ذلك النصارى، فقد روى ابن أبي عاصم في “الآحاد والمثاني” بإسناد حسن عن زيد بن عمر بن نفيل أنه قال: قال لي حبر من أحبار الشام: “قد خرج في بلدك نبي أو هو خارج، قد خرج نجمه، فارجع فآمن به واتبعه”. ويدل على ذلك أيضًا حديث هرقل مع أبي سفيان، الحديث الطويل الذي رواه البخاري في الصحيح، والذي فيه أن هرقل سأل أبا سفيان أسئلة كثيرة. فقال هرقل في آخر كلامه: “لقد كنت أعلم أنه خارج، لكن لم أظن أنه فيكم، وإن يكن ما قلت حقًا ليملكن موضع قدمي هاتين، ولو عرفت أني أخلص إليه لتجشمت لقيَّه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه”. ﷺ.
سلمان الفارسي قبل الإسلام وبعده
سلمان الفارسي قبل الإسلام
ومثل ذلك ما رواه أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه، وهو حديث طويل يذكر فيه صفة إسلامه. قال سلمان رضي الله عنه: كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان، من أهل قرية منها يقال لها “جي”. وكان أبي دهقان قريته، الدهقان “دهقان القرية، عظيمها ورئيسها”. قال: وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزال حبه بي حتى حبَسني في بيته كما تحبس الجارية.
قال: واجتهدت في المجوسية حتى كنت قَطِنَ النار الذي يوقدها، فلا يتركها تخبو ساعة. “قطن النار هو هذا الشرح، وخازنها وموقدها الذي لا يتركها تخبو”. قال: وكان لأبي ضيعة عظيمة، وإنه شُغِلَ في بنيان له يومًا عن ضيعته، فقال لي: أي بني، إني شُغِلْتُ اليوم في بنيان عن ضيعتي، فأتها، وأمرني ببعض ما يريد فيها، قال: فخرجت أريد الضيعة، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يُصَلُّون، قال: وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، قال: فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم، دخلت الكنيسة أنظر ما يصنعون.
قال: فأعجبني ما رأيت من أمرهم، ورغبت فيه. وقلت: هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه. فمكثت معهم فلم أزل معهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي فلم آتها. وقلت: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام. قال: فرجعت إلى بيت أبي وقد بعث في طلبي، وشغلته عن عمله كله. فلما رآني، قال: أي بني، أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ فقلت: يا أبتي، إني مررت بقوم يُصَلُّون فأعجبني ما رأيت من أمرهم، فلم أفارقهم حتى غربت الشمس. فقال أبوه: يا بني، هذا الدين لا خير فيه، دينك ودين آبائك خير منه. فقلت: لا والله، بل هذا الدين خير من الدين الذي نحن عليه. قال: فخافني أبي، فوضع في رجلي قيدًا وحبسني في بيته.
قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الأساقفة
أسقف الشام الخبيث
قال: فبعثت إلى النصارى وقلت لهم: إذا جاءكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم. قال: فجاءهم ركب من النصارى من الشام تجار، فقالوا: فأخبروني. فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا العودة إلى بلدهم، فآذنوني بهم. قال: فلما قضوا حوائجهم، وأرادوا العودة إلى بلدهم، آذنوني، قال: فألقيت القيد من رجلي، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام. فلما قدمتها، قلت لهم: من خير أهل هذا الدين؟ فقالوا: الأسقف في الكنيسة. “الأسقف هو رئيسهم في الديانة، هو راهبهم الكبير”.
فأتيته فقلت له: إني قد رغبت في هذا الدين، فأتيتك أخدمك في كنيستك، وأتعلم منك، وأُصلي معك. قال: ادخل، قال: فكنت معه، وكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة، ويحضهم عليها، فإذا جمعوا له منها شيئًا، اكتنزها لنفسه ولم يعطِ المساكين شيئًا. قال: فمكث حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، قال: فأبغضته بغضًا شديدًا لما كنت أرى منه. ثم مات. فاجتمع إليه النصارى ليدفنوه. فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، كان يأمركم بالصدقة، ويحضكم عليها، فإذا جمعتم منها شيئًا، اكتنزها لنفسه ولم يعطِ المساكين منها. فقالوا: وما علمك بذلك؟ قال: فأريتهم موضع القلال. قال: فحفروا فأخرجوا سبع قلال من ذهب وورق. قالوا: هذا والله لا ندفنه. فصلبوه ورموا بالحجارة، وجاءوا بآخر.
أسقف الشام الزاهد
قال سلمان: فما رأيت رجلاً لا يصلي الخمس “أي ليس بمسلم” أرى أنه أفضل منه. أزهد في الدنيا، وأحرص على الآخرة، وأدأب منه ليلاً ولا نهارًا. قال: فأحببته حبًا لم أحبّه أحدًا من قبل. قال: فأقمت معه، ثم حضرته الوفاة. فقلت له: يا فلان، إني أحببتك حبًا لم أحبّه أحدًا من قبل، وإنه قد حضرك بأمر الله ما ترى. فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله لا أعلم أحدًا اليوم على مثل ما كنت عليه. قد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلًا بالموصل، فأته وكن معه، فإنه على مثل ما كنت عليه.
أسقف الموصل الزاهد
قال: فلما مات وغُيِّب، لحقت بصاحب الموصل، وقلت له: إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأن أكون معك، وأخبرني أنك على مثل أمره. قال: فأقم معي، قال: فأقمت مع خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، قال: فلما حضره الموت. قلت: أي فلان، إني كنت عند فلان، فأوصى بي إليك، وقد حضرك بأمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: والله يا بني، ما نعلم أحدًا بقي على مثل ما كنا عليه إلا رجلًا بعمورية.
أسقف عمورية الزاهد
قال: فلما مات وغُيِّب، لحقت بصاحب عمورية، فكنت معه، مع خير رجل على أمر أصحابه. قال: واكتسبت، فكان لي بقرات وغنيمات. ثم حضر صاحبي الوفاة، فلما حضرته، قلت له: إني كنت عند فلان فأوصا بي إلى فلان، وإن فلانًا أوصا بي إلى فلان، وإن فلانًا أوصا بي إليك، وقد حضرك بأمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم أحدًا أصبح من الناس على ما كنا عليه. لكن قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم، يخرج من أرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حَرَّتين بينهما نخل، “الحرة حجارة سوداء كأنها احترقت بالنار، ومدينة رسول الله ﷺ هي واقعة بين حرتين”. له علامات لا تخفى، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوة. فإن استطعت أن تلحق به فافعل.
الرحلة الى المدينة
قال: ثم مات ومكثت ما شاء الله أن أمكث بعمورية حتى مر نفر من كلب تجارًا، فقلت لهم: أتحملوني معكم وأعطيكم غنيماتي هذه وبقراتي؟ قالوا: نعم، ففعلوا. قال: فأعطيتهم بقراتي وذهبوا بي، فلما كانوا بوادي القرى غدروا بي، فباعوني من رجل من يهود عبدًا “كأني عبد”، قال: فكنت معه ورأيت النخل ورجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي، ولم يحق لي في نفسي. “لم استيقن ذلك” قال: فإني عنده إذ جائه ابن عم له من المدينة من بني قريضة، فباعني منه. قال: فذهب بي إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي.
سلمان الفارسي بعد الإسلام
خبر بعثة رسول الله ﷺ
قال فأقمت بها. وبعث الله رسوله ﷺ فأقام بمكة ما أقام، لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، قال ثم هاجر إلى المدينة. فوالله إني لفي رأس عذقة لسيدي أعمل فيها بعض العمل، إذا جائه ابن عم له، فقال له يا فلان، قاتل الله بنى قيلة “بني قيلة الأوس والخزرج”، قيلته “ام من امهاتهم القديمة”، إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي.
هما يتكلمان في أسفل النخلة وسلمان رضي الله عنه في رأسها. قال: فلما سمعتها أخذتني العرواء “الرعدة” حتى ظننت أني سأسقط على سيدي. قال: فنزلت، وجعلت أقول لابن عمه ذاك: ما تقول؟ ما تقول؟ فغضب سيدي ولكمني لكمة شديدة وقال: ما لك ولهذا؟ عليك بعملك، أقبل على عملك. سلمان يقول: إنما أردت أن أستثبته عما قال.
سلمان مع الرسول في المدينة
قال: فجمعت شيئًا فأتيت قباء، وأتيت رسول الله ﷺ فقلت له: قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك ذووا حاجة وغرباء، وهذا تمر كنت أعده للصدقة، فرأيت أنكم أحق به، فأعطيته إياه. فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: كلوا، وأمسك ﷺ يده، وسلمان ينظر. قال سلمان في نفسه: هذه واحدة. “للعلامة التي كان ذكر له صاحبه بعمورية. يقول له يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة”.
قال: ثم هاجر النبي ﷺ ثم أتى المدينة من قبائل المدينة. قال: فجمعت شيئًا ثم أتيته. فسلمت عليه وقلت: قد رأيت أنك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أحببت أن أكرمك بها. فأكل منها رسول الله ﷺ وقال لأصحابه: فأكلوا. قال سلمان في نفسه: هاتان اثنتان.
قال ثم أتيت بقيع الغرقد، ورسول الله ﷺ في جنازة رجل من أصحابه، عليه شملتان. فسلمت عليه ثم استدرت أنظر، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي. قال: فلما رآني النبي ﷺ استدبرته، علم أني أبحث عن شيء وصف لي. فألقى الشملة عن ظهره فرأيت خاتم النبوة بين كتفيه. فانكببت عليه أقبله وأبكي. فقال لي ﷺ: تحول. فتحولت وأخبرته خبري. “سلمان يقول” كما أخبرتك يا ابن عباس. فأعجب رسول الله ﷺ أن يسمع أصحابه ذلك، يعني أن يسمع أصحابه أن خبره ﷺ كان معروفًا، بل خبر زمنه ﷺ كان معروفًا عند رهبان النصارى. قال: ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله ﷺ بدر واحد.
تحرير سلمان من الرق
قال سلمان: فقال لي رسول الله ﷺ يومًا: كاتب يا سلمان “المكاتبة أن يتفق العبد مع سيده على مال يؤديه إليه يشتري بذلك حريته”. قال: فكاتبت سيدي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير “الفقير موضع سهل يُحفَر فيه للنخل” وأربعين أوقية.
فقال رسول الله ﷺ: “أعينوا أخاكم”. قال سلمان: فجعل الرجل يأتي بثلاثين وَدِيَّة “الوَدِيَّة النخل الصغيرة، وَدِيَّة جمع وديّ”، والرجل يأتي بعشرين، والرجل يأتي بخمسة عشر، حتى اجتمع لي ثلاث مئة وديَّة. فقال لي رسول الله ﷺ: “يا سلمان، اذهب ففقر لها، فإذا فرغت فادعني، أكون أنا أضعها بيدي”.
قال: ففقرت “التفقير هو أن يحفر لها” وأعانني أصحابي. حتى إذا فرغت، أتيت رسول الله ﷺ فأخبرته. فخرج معي ﷺ، فجعلنا نقرب له الوديّ وهو يضعه ﷺ بيده. يقول: فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها وديّة واحدة. فأديت النخل وبقي علي المال.
قال فأوتي النبي ﷺ ذات يوم بمثل البيضة من ذهب من بعض مغازيه. فقال ﷺ: “ما فعل الفارسي المكاتب؟” قال: فدُعيت له. فقال: “يا سلمان، خذ هذه فأدي بها عنك”. فقلت: “يا رسول الله، وما تبلغ هذه فيما علي؟” فقال صلى الله عليه وسلم: “خذ، فسيؤدي الله عنك”. قال: فذهبت فوزنتها لهم، فوالذي نفسي بيده وزنت أربعين أوقية، فأوفيت الذي علي وعتقت، وشهدت مع رسول الله ﷺ الخندق، ولم يفتني معه مشهد أبدًا.
فهذا ايضا مما يدل على ان خبر رسول الله ﷺ وخبر زمانه كان حديثا عند اليهود والنصارى.
يمكنك القرائة أيضا: سلسلة قصص الأنبياء للشيخ نبيل العوضي
الحلقة الكاملة لسيرة لسيرة الحبيب رسول الله ﷺ 2 يهودي يصرخ : “طلع نجم أحمد” للشيخ سعيد الكملي