لما وقع شق صدر رسول الله ﷺ عندما كان عند حليمة السعدية، أشفقت هي من ذلك. كما تقدم في سيرة الحبيب رسول الله ﷺ، رَدَّتْهُ إلى أمه تبرئة لذمتها وتَوْفيةً لأمانتها. وكان رسول الله ﷺ ابن أربع سنين أو خمس “خلاف بين أهل التواريخ والسيرة”.
سبب إرسال أشراف العرب أبناءهم إلى المراضع
وها هنا سؤال: ما الذي كان يحمل قريشًا ونحوهم من أشراف العرب أن يدفعوا أولادهم إلى المراضع، مع ما تقتضيه العاطفة من استصعاب ذلك واستكراهه؟ والجواب أن ذلك قد يكون لوجوه.
1. تفريغ النساء للأزواج
فإن اشتغال النساء بأولادهنَّ يصرفهنَّ عن اشتغالهنَّ بأزواجهنَّ. وهذا كما قال عمار بن ياسر رضي الله عنه لأم سلمة رضي الله عنها -وكان أخاها من الرضاعة-: “دعِي هذه المشقوحة المقبوحة” (يقصد زينب بنت أبي سلمة) “التي آذيت بها رسول الله ﷺ.”
روى أحمد وأبو يعلى عن أم سلمة رضي الله عنها في قصة زواجها من رسول الله ﷺ (الحديث الطويل)، وفيه أن رسول الله ﷺ بعد أن عقد عليها كانت، إذا جاءها ﷺ، تأخذ زينب فتضعها في حجرها لترضعها. وكان رسول الله ﷺ حييًا كريمًا يستحي، فإذا رأى ذلك رجع ﷺ. ففعلت ذلك مرارًا، ففطن عمار بن ياسر لما كانت تصنع، فجاء فدخل عليها، ثم انتشطها من حجرها وقال لها: “دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذيت بها رسول الله ﷺ”. فذهب بها، فلما جاء رسول الله ﷺ ودخل، جعل يقلب بصره في البيت ﷺ، يقول: “أين زناب؟ ما فعلت زناب؟” فقالت أم سلمة: “جاء عمار فذهب بها”. فبنى رسول الله ﷺ حين ذلك بأهله. هذا سبب.
2. الحث على تقوية الأجيال
قد يكون أيضًا لينشأ الطفل في الأعراب، فيكون ذلك أفصح لسانه، وأجلد لجسمه، وأجدر ألا يفارق الهيئة المعدِّية. كما قال عمر رضي الله عنه فيما رواه أحمد بن حبان، أنه رضي الله عنه قال: “ألقوا الركب، وانزُوا نزوًا، وعليكم بالمعدية”.
(الركب: جمع ركاب. الركاب هو الغرز الذي يضع فيه الفارس أو الراكب رجله ليرتقي فوق راحلته. لكن البعض يفرق، فيقول: هو غرز إذا كان من جلد، فإذا كان من خشب أو من حديد فهو ركاب).
فيقول هو رضي الله عنه: “ألقوا الركب، ألقوا هذه الركب، لا تستعينوا بها في ارتقاء دوابكم. إنما ثبوا وانزوا نزوا” (أي: ثبوا فوق خيلكم)، “فذلك أقوى لكم وأنشط لكم”. ويقول: “عليكم بالمعدية” (يريد خشونة العيش وخشونة اللباس، تشبُّهًا بمعد بن عدنان).
ومثل ذلك ما رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار عن أبي عثمان النهدي، قال: أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه: “إخشوشنوا، وأخشوشبوا، واخلولقوا، وتمعددوا، كأنكم معد”.
ونشوء الطفل في الأعراب في البادية يكون أجلد لجسمه، وأفصح للسانه. وقد كان رسول الله ﷺ أفصح الناس لسانًا، وأتمهم بلاغة. وقد ذكروا أن عبد الملك بن مروان -الخليفة الأموي المعروف- كان يقول: “أضر بنا حب الوليد” (الوليد بن عبد الملك: أكبر بني عبد الملك، لم يرسله أبوه إلى البادية لفرط محبته إياه، فأقام مع أمه فنشأ لحانًا)، بينما إخوته سليمان ويزيد ومسلمة وغيرهم نشأوا في البادية، فتعربوا وتأدبوا.
وفات أم رسول الله ﷺ آمنة بنت وهب
فأُرجع رسول الله ﷺ إلى أمه، فمكث معها، وربنا سبحانه يكلؤه ويحفظه، وينشئه النشأة الحسنة لما يريد به ربنا سبحانه من كرامته. ثم لما بلغ ﷺ أربع سنين في قول جماعة، وستًّا في قول جماعة أخرى، توفيت أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر… إلى آخر النسب المعروف.
وقد كانت ذهبت برسول الله ﷺ تُزيره أخواله من بني النجار في يثرب في المدينة، فتوفيت في طريق عودتها بالأبواء (وهو موضع بين مكة والمدينة). وقد زار رسول الله ﷺ بعد ذلك قبر أمه بالأبواء. روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ زار قبر أمه بالأبواء، فبكى وأبكى من حوله ﷺ، وقال: “إني استأذنت ربي في أن أستغفر لها، فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزورها، فأذن لي. فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت“. وروى الحاكم عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ زار قبر أمه في ألف مقنَّع، فما رُئي أكثر باكياً من ذلك اليوم.
توضيح خؤولة بني النجار للنبي ﷺ
هاهنا ملاحظة ينبغي التنبيه عليها: عندما يقول أهل السير إن أمه ﷺ ذهبت تُزِيره أخواله من بني النجار، قد يظن من لا علم له بالأنساب والتواريخ أن أمه نجارية، وأن أخواله هؤلاء هم إخوة أمه. وهذا غلط، فقد تقدم لنا أن أمه قرشية زهرية، فإنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. وهؤلاء نجاريون، فما معنى هذه الخؤولة؟
معناها أنهم أخوال جده عبد المطلب، وأخوال الأصول أخوال الفروع، كما هو معلوم. فإن أم عبد المطلب سلمى بنت عمر النجارية (نجارية من بني النجار)، وهي كانت ذهبت به ﷺ إلى بني النجار. فهذه هي الخؤولة المذكورة.
عناية عبد المطلب برسول الله ﷺ بعد وفاة أمه
لما توفيت آمنة بنت وهب، كان رسول الله ﷺ مع جده عبد المطلب، فنشأ في كفالته. ورقَّ له جده، كما يُعهد من الأجداد الذين يكون لهم حفدة أيتام، فيرقون لهم ما لا يرقون لغيرهم من أبناء أبنائهم، فضلاً عن أبنائهم.
مما ذكره أهل التواريخ والسير عن سيرة الحبيب رسول الله ﷺ. أن عبد المطلب كان يُبسط له فراش في ظل الكعبة، فيجلس أبناؤه حول الفراش، لا يجلس أحدهم عليه إجلالًا له، وينتظرون حتى يخرج عبد المطلب. فكان رسول الله ﷺ يأتي وهو غلام، فيجلس على الفراش. فإذا ذهب أعمامه ليؤخروه، يقول عبد المطلب: “دعوا ابني، واتركوا ابني”، فيجلسه معه على فراشه، ويمسح على ظهره، ويسرُّه ما كان يصنع.
وهذا وإن لم يكن له إسناد قائم، لكنه غير مستبعد، لأن مثله يكون كثيرًا، كما قلت لكم، من الأجداد الذين لهم حفيد يتيم. فيرقون له ما لا يرقون لغيره. فكيف إذا كان اليتيم رسول الله ﷺ؟ مع ما يهيئ الله له من عطف أوليائه عليه، ورحمتهم به.
وصية عبد المطلب لأبي طالب برعاية النبي ﷺ
فلما بلغ رسول الله ﷺ ثمانية سنين، هلك عبد المطلب، وكان أوصى به عمه أبا طالب، لأن أبا طالب وعبد الله أبا رسول الله ﷺ أخوان لأب وأم شقيقان، فأمهما هي فاطمة بنت عمرو بن عائد المخزومية، وذكروا أن عبد المطلب قال فيما يوصي أبا طالب:
“أوصيك يا عبد مناف بعدي * بموحد بعد أبيه فرد
“فارقه، وهو ضجيع المهد * فكنت كالأم له في الوجد
“تدنيه من أحشائها …والكبد..
ويقال إن عبد المطلب قال أيضا:
“أوصيت من كنيته بطالب * عبد مناف، وهو ذو تجارب”
بابني الذي قد غاب غير آيبي
فحفظ أبو طالب وصية أبيه. وكفل رسول الله ﷺ فكان معه،
رحلة النبي ﷺ إلى الشام مع عمه أبي طالب
1. لقاء بحيرا الراهب بالنبي ﷺ ودلالات نبوته
فلما بلغ رسول الله ﷺ اثنتي عشرة سنة (فيما يذكره الطبري رحمه الله)، ذهب أبو طالب في تجارة إلى الشام، فأخذ معه رسول الله ﷺ. وقد كان همَّ أولاً ألا يذهب به، فيُقال إن رسول الله ﷺ بكى، فذهب به عمه. وفي هذه الرحلة رآه بحيرا الراهب المعروف (وكان بحيرا إليه انتهى علم النصرانية).
روى الترمذي والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرج أبو طالب في تجارة إلى الشام، ومعه رسول الله ﷺ في أشياخ من قريش، فحلوا رحالهم. فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به، فلا يخرج إليهم ولا يلتفت. قال: وهم يحلون رحالهم، فجاء الراهب إليهم، فجعل يتخللهم حتى أتى رسول الله ﷺ، فأخذ بيده وقال: “هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين”. فقال له أشياخ من قريش: “وما علمك؟” قال: “إنكم حين أشرفتم من العقبة، لم يبقَ شجر ولا حجر إلا سجد، ولا يسجدان إلا لنبي. وإني أعرفه من خاتم النبوة، أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة”.
ثم صنع لهم طعامًا، فلما أتاهم به (وكان رسول الله ﷺ في رِعْيةِ الإبل)، قال لهم: “ادعوه”. فدعوه، فجاء ﷺ وعليه غمامة تظله. فسبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس ﷺ، مال إليه فيء الشجرة. فقال: “انظروا إلى فيء الشجرة يميل عليه”.
2. تحذير بحيرا الراهب من خطر الروم على النبي ﷺ
فبينما بحيرا قائم عليهم يناشدهم أن يردوه (لأنهم ذاهبون إلى الشام، والشام أرض رومية في ذلك الزمن)، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة، فيقتلونه. فبينما هو قائم يناشدهم، إذ أقبل سبعة من الروم، فأتاهم بحيرا، فقال: “ما شأنكم؟” قالوا: “إن هذا النبي خارج هذا الشهر. فلم يبق طريق إلا بُعث إليه بأناس، وإنا بُعثنا هاهنا”. فقال لهم بحيرا: “أفرأيتم أمرًا؟ إن أراد الله أن يقضيه، أيستطيع أحد من الناس أن يرده؟” فقالوا: “لا”. فناشدهم، فبايعوه ومكثوا معه (بايعوه أي: بايعوه على أن لا يقتلوا رسول الله ﷺ، وأن لا يرجعوا).
فقال بحيرا لقريش: “أنشدكم بالله، أيكم وليه؟” فقالوا: “أبو طالب”. فلم يزل يناشده حتى رده، ولم يقدم به إلى الشام. وفي هذا يقول أبو طالب (فيما يزعمون):
“ألم ترني من بعد؟ هم هممته * بفرقة حر الوالدين كرام”.
“بأحمد لما أن شددت مطيتي * برحلي وقد ودعته بسلامي”
“بكى حزنا، والعيس قد فصلت بنا * وأخذت بالكفين، فضل زمام”
“ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة * تجود من العينين ذات سجام”
“فقلت تَرَوَّحْ راشدا في عمومة * مواسين في بأساء غير لآم”
فشبَّ رسول الله ﷺ، وربنا سبحانه يكلؤه ويحوطه، ويحفظه من أقذار الجاهلية وأوضارها، لما يريد ربنا سبحانه به من الكرامة.
مواقف النبي ﷺ من الشركيات والبدع قبل النبوة
1. موقف النبي ﷺ مما ذبح لغير الله
روى الحاكم عن زيد بن حارثة رضي الله عنه حديثًا طويلاً، وفيه قال: “…فأنخنا البعير الذي تحت رسول الله ﷺ، ثم قربنا إليه السفرة التي فيها الشواء، فقال ﷺ: ما هذا؟” (طبعًا نحن نقول صلى الله عليه وسلم ديانة، وإلا ففي هذا الزمن لم يكن رسول الله ﷺ قد نبئ بعد) قال: “ما هذا؟” فقالوا: “هذا لحم ذبحناه لنصب كذا وكذا”. فقال ﷺ: “إني لا آكل مما ذُبح لغير الله”.
2. موقف النبي ﷺ من الأصنام
كان صنمان من نحاس ، يقال لهما : إساف ونائلة، وكان المشركون يتمسحون به إذا طافوا. قال زيد: فطاف رسول الله ﷺ وطفت معه، فلما مررت به مسحته، فقال ﷺ: “لا تمسه”. ثم قال زيد: فطفت معه، فقلت في نفسي: “لأمسنه حتى أنظر ما يقول”. قال: فمررت به فمسحته، فقال: “ألم تُنهَى؟” قال زيد: فوالذي أكرمه بما أكرمه به، وأنزل عليه الكتاب، ما استلمت صنمًا حتى أكرمه الله بما أكرمه به، وأنزل عليه الكتاب.
ومثل ذلك أيضًا ما رواه أحمد عن جار لخديجة رضي الله عنها أنه سمع رسول الله ﷺ يقول لخديجة: “يا خديجة، والله لا أعبد اللات. يا خديجة، والله لا أعبد العزى”. فكانت تقول له رضي الله عنها: “دع اللات، ودع العزى”، وكانت أصنامهم التي يعبدون.
3. أول ما رآه النبي ﷺ من النبوة ستر العورة
ومثل ذلك أيضًا ما رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أبو طالب يعالج زمزم، وكان النبي ﷺ ممن ينقل الحجارة وهو يومئذ غلام. فأخذ رسول الله ﷺ إزاره، فتعرى ليتقي به الحجر، فغشي عليه. فأتى الناس أبا طالب، وقالوا له: “أدرك ابنك، فقد غشي عليه”. فأتاه، فلما أفاق سأله عن غشيته، فقال ﷺ: «أتاني آتٍ عليه ثياب بيض، فقال: استر عورتك». فقال ابن عباس: فكان ذلك أول ما رآه النبي ﷺ من النبوة، أن قيل له: “استر عورتك”. فما رُئِيَتْ عورته ﷺ من يومئذ.
4. مخالفة النبي ﷺ لبدع قريش في الحج
ومثل ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: “أضللت بعيرًا لي، فخرجت ألتمسه في عرفة، فرأيت رسول الله ﷺ واقفًا بعرفة. فقلت: هذا من الحمس، فما شأنه ها هنا؟” (والحمس: قريش)، لقبت بالحمس لتحمسها في دينها، “لتشددها فيه” فيما كانت عليه من تقاليد دينية في الجاهلية. يقول جبير بن مطعم: لما رأى رسول الله ﷺ واقفًا بعرفة: “هذا من الحمس“.
يتعجب أن يكون النبي ﷺ من الحمس، وهو واقف بعرفة. ذلك أن قريشًا كانوا لا يقفون بعرفة إذا وقف الحجيج فيها، ولا يفيضون منها إذا أفاض الحجيج منها، لأنهم كانوا يقولون: “نحن قطين الله، نحن أهل حرم الله، نحن ولاة البيت. فليس لأحد من العرب مثل منزلتنا، وليس لأحد من العرب مثل حقنا، ولا تعرف العرب لأحد من الناس ما تعرفه لنا. فلا ينبغي أن نعظم شيئًا من الحِل كما نعظم الحرم، فيستخف بنا العرب حينئذ”. ولذلك كانوا لا يخرجون من الحرم (يعني في منسك الحج)، وإنما كانوا يقفون بمزدلفة، فبها يقفون، ومنها يفيضون.
مع أنهم يعرفون أن الوقوف بعرفة والإفاضة منها من مناسك الحج، ومن دين إبراهيم، ويرون أن الناس يجب أن يقفوا بعرفة، وأن يفيضوا منها. ولكن كانوا يقولون: “نحن أهل الحرم، فلا ينبغي أن نخرج من الحرمة”. فيقفون بالمزدلفة، ويفيضون منها. فلذلك قال ربنا سبحانه لما أنزل القرآن: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾. ثم أفيضوا يا قريش من حيث أفاض الناس (أي سائر الحجاج)، فردهم سبحانه إلى عرفة، إلى الوقوف بها والإفاضة منها.
فجبير بن مطعم يرى رسول الله ﷺ في ذلك الزمن، وهو من الحمس، ويقف بعرفة ﷺ كما يقف الناس، لأنه لم يتلطخ بشيء من أوضارهم، ولا من بدعهم. وكان هذا بعض مما ورد في سيرة الحبيب رسول الله ﷺ.
خاتمة
وهكذا لم يزل ربنا سبحانه يكلأ رسوله ﷺ ويحوطه ويحفظه، حتى بلغ رسول الله ﷺ أن كان أفضل قومه مروءة، وأصدقهم لهجة، وأكرمهم جوارا، وأعظمهم حِلما، وأرعاهم أمانة، وأبعدهم عن الفواحش، وما يُدنِس الرجال من الأخلاق، حتى ما يُعرف في قومه إلا باسم الأمين. صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
سيرة الحبيب رسول الله ﷺ: 4 أكبر علماء النصارى يعترف “هذا سيد العالمين” للشيخ سعيد الكملي