تعد القيم الإنسانية هي المحرك الأساسي للفرد والمجتمع، فكل ما ينتج عن الشخص من الأفعال والمواقف الاجتماعية المختلفة منذ نشأته وحتى مراحل نضوجه. تكون بالأساس نابعة من مجموعة القيم التي اكتسبها. والتي تساعده في الفصل بين الخير والشر، وبين ما ينفع الأخرين وما لا ينفعهم. وتكون هي المنطلق والمؤطر لأهداف الفرد خلال حياته. كالإحترام، الإحساس بالمسؤولية، والعدالة الاجتماعية، والصداقة، المساعة والتعاون، ولكن علماء الاجتماع حددو مجموعة من القيم التي تندرج تحت مسمى القيمة الإنسانية، وهذا سيكون موضوع مقالنا اليوم، القيم الإنسانية أنواعها و خصائصها المختلفة.
تعريف القيم الإنسانية
قبل التعرف على أنواع القيم، سيتطلب في البداية التعرف على التعريف المحدد لها. والتي تعتبر مجموعة المبادئ والمعايير العٌليا المُحدِدة لأولويات الأفراد والمجتمعات، والتي تُكتسب منذ الطفولة وبدية تشكل الإدراك والوعي عند الإنسان.
كما تعمل هذه المبادئ المكتسبة على ترسيخ الأسس الأخلاقية التي توجه سلوكه، وتجعله يميز بين الخير والشر، الصواب والخطأ. وعليه نجدها تؤثر على طريقة تفكيره، وسلوكياته ولغته، وطريقة كلامه، وتفاعلاته المختلفة داخل أسرته، ومع العالم المحيط به. ومنها يمكنك تقييم ردود أفعاله تجاه المواقف المختلفة مع مع ما يحيط به.
خصائص القيم الإنسانية
تتميز القيم بمجموعة من الخصائص المرتبطة بها، والتي تعطيها مجموعة من المؤشرات الي تجعل من السهل تقييم الأشخاص خلال تعاملاتهم. وهي:
- تعتبر القيم هي الجوهر والأساس للحياة البشرية. وهي كل المعايير التي تَّعرف عليها الإنسان ووضعها وطورها للفصل ما بين الحق والباطل، وبين الشر والخير.
- تتمتع القيم بقدر كبير من المرونة، التي تساعدها في التطور مع مختلف العصور والأوساط. مما جعل علماء الاجتماع يؤكدون على أن القيم الإنسانية تختلف من جيل إلى اخر باختلاف العوامل المحيطة به والتي يكتسب منها قيمه الشخصية.
- يمكن القول بأن القيم هي التداخل ما بين الجانب الأخلاقي والعقلاني للفرد. حيث أن القرار، أو السلوك الناجم عن الفرد يكون أساسه تلك القيم التي يتمتع بها مع قدر من الأخلاق والعقلانية.
- تعد هي المُعبر الأساسي عن أهداف الفرد، وطموحاته المتنوعة.
- القيم الإنسانية في الأساس هي إحدى المهارات والصفات المكتسبة. والتي يدركها ويطورها المرء على مختلف مراحل حياته.
- تعد القيم شيئًا غير ماديًا، ولا يمكن قياسها على المستوى الفلسفي. بل هي عبارة عن مجموعة من مفاهيم المتعلقة بالمعتقدات والمعايير الأخلاقية والسلوكية.
- تساعد الفرد على التطور في الإبداعية، والتمتع بقدر عالٍ من السمو النفسي والذاتي، نابعًا من الرحمة ومحاولته نشر المحبة.
- تعتبر العامل الأساسي الذي يساعد الفرد على عملية ضبط النفس، وذلك من خلال تفاعلاته المختلفة مع البيئة المحيطة به.
أنواع القيم الإنسانية
تتنوع القيم بتنوع المواقف المختلفة، وأيضا بتنوع الثقافات المحيطة بالفرد، وعليه من الممكن أن يتمتع الفرد بأكثر من نوع من أنواع القيم، ويمكننا وضع هذه الأنواع في النقاط التالية:
الإنسانية:
- هي مجموعة المبادئ التي يبدأ الفرد في اكتسابها، والتعرف على أهميتها، منذ لحظة ولادته وخلال مراحله العمرية المختلفة، والتي تصبح الأساس الذي يساعده على تشكل شخصيته، وتحديد طرق تفاعله مع البيئة المحيطة به، كمحاولته نشر الخير والمحبة، التواضع، والقدرة الدائمة على التعلم.
الذاتية:
- وهي تلك المجموعة من المبادئ المكتسبة للشخص والتي تساعده على التطور الذاتي، واكتسابه مقومات التنمية البشرية، وجعله قادرًا على الاستقلالية والنجاح، والقدرة على نشر الإبداع والعمل بشغف دائم.
إجتماعية:
- كما يَعتبر علماء الاجتماع بأن القيم الاجتماعية، أو القيم المجتمعية تكون هي الأساس، الذي يتفرع منه مختلف أنواع القيم الأُخرى، فهي السبب الرئيسي في وضع اللبنة الأولى للمساواة، وتحقيق العدل، والتصالح مع المختلفين في الرأي، وترك مساحة كبيرة للتعبير عن الرأي والرأي الآخر ونبذ العنف.
الدينية:
- وهي مجموعة القيم التي يكتسبها الفرد من الأديان السماوية، و الأوامر والنواهي الدينية، وأيضًا يتم اكتسابها من خلال القصص وسير المعاصرين لتلك الأديان، والتي تساعد في الرفعة الروحية للفرد، وتفرض مجموعة من النظم التي يتعامل من خلالها الشخص مع المحيط به من إنسان وحيوان.
الأخلاقية:
- قد تتشابه القيم الأخلاقية مع القيم الدينية في الهدف برفعة الإنسان وتطوره ذاتيًا وإنسانيًا، إلاَّ أن القيم الأخلاقية هي فقط مجموعة المبادئ التي يضعها الإنسان لنفسه، والتي بدورها تحدد قرراته وسلوكياته ومواقفه في التعاملات المختلفة مع الأفراد والمجتمع، ويساهم هذا النوع من القيم في زيادة الشعور بالآخرين، وزيادة نسبة الوعي في المجتمع، وخلق المساواة.
إقتصادية:
- تعد هي النتيجة لكل القِيم المكتسبة خلال فترات حياة الشخص. حيث تضهر حقيقة المبادئ التي توجه سلوكه إتجاه الأشياء المادية. وتُضهر كفائته ومدى عدله.
في الختام وجب التأكيد على أهمية وجود و تنمية القيم الإنسانية المُثلى لكل فرد في المجتمع. كما يجب على المجتمع أن يدعم تنميتها وتطورها، ومخاطبة كل جيل بالوسيلة المناسبة له، التي تساعده على فهم تلك القيم، وفهم أهميتها وتوجيهه بالطرق التي يمكن أن تساهم في تطوير هذه القيم وتنميتها.