تعتبر تربية الأطفال من أبرز الصعاب والتحديات التي يواجهها الآباء والأمهات في مختلف مراحل حياتهم. فهي تحتاج إلى مزيج من الصبر، والتوجيه السليم، لضمان تربية جيدة للأطفال. في هذا المقال، سنتناول بعض الطرق والممارسات الفعالة في التعامل مع الأطفال والتي تساعد في تحقيق تربية سليمة. وهذا سيكون موضوع مقالتنا اليوم كيف أربي أولادي بطريقة صحيحة.
أولا وقبل الشروع في تلقين إبنك ما يجب فعله وما لا يجب فعله، يجب أن يكون بينك وبينه تواصل مفتوح ونابع من القلب. وذلك بأن تعمل على خلق بيئة يشعر فيها الطفل بتقة والأمان، وأن يكون قادر على إضهار مشاعره وأفكاره حتى ولو كان على خطأ. هذا هو مربط الفرس كما يقولون. فالتقة المتبادلة والتواصل المفتوح بين الطفل وأبويه هو المدخل الرئيسي لتربية سليمة وفعالة.
1. رسم الحدود والقواعد
من المهم جداً أن يعرف الطفل الحدود التي يجب عليه الالتزام بها. يجب أن تكون هذه الحدود واضحة ومفهومة، مع مراعاة أن تكون مناسبة لعمره وقدراته. الأطفال يحتاجون إلى توجيهات واضحة ليعرفوا ما هو مقبول وما هو غير مقبول وما يجب عليهم وما لا يجب. ومع ذلك، فمن الضروري أن تكون التوقعات منطقية، فلا يجب أن نطلب من الطفل ما يفوق قدراته أو عمره. وحتى لو لم يستجب لا نلومه، والأهم من هذا. ألا نشعر بالملل ونتركه يفعل ما يشاء. ولا ننسى أن نشرح له الأسباب وراء ما نحاول تعليمه. فالأطفال يحبون معرفة كل شيئ. ولا يحبون أن تُفرض عليهم الاشياء هكذا بدون معرفة الأسباب ورائها.
2. تشجيع الأطفال على اتخاذ القرارات
من الأمور المهمة في تطوير شخصية الطفل هي إعطاؤه الفرصة لاتخاذ بعض القرارات البسيطة بنفسه. هذه الخطوة تساعد الطفل على بناء الثقة في نفسه وتطوير مهاراته في حل المشكلات. يمكن البدء بقرارات ممنهجة كأن تعطيه ثلاث إختيارات وهو يختار واحد منها، ناهيك على أن تعطيه فرصة إختيار الملابس، ونوع الأكل، وما الى ذالك من الأمور البسيطة. ومع مرور الوقت يمكن توسيع نطاق القرارات التي يشارك فيها، الى أن يبدأ بإتخاد قاراته كلها بالإعتماد على بنفسه.
3. الحث على السلوكيات الإيجابية
التشجيع والثناء على السلوكيات الإيجابية يعتبر من أقوى الأدوات في تربية الأطفال. عندما يُثنى على الطفل بسبب تصرف جيد، سواء كان ذلك مساعدة أحد الأصدقاء أو الالتزام بالقواعد المنزلية. من الجيد أيضاً تقديم بعض المكافآت الصغيرة على الإنجازات الكبيرة، فإن ذلك يزيد من ثقته بنفسه ويشجعه تبني السلوكيات الجيدة.
4. الحزم واللطف على السلوكيات السلبية
أثناء نشأت الأطفال من الضروري أن تصدر منهم بعض السلوكيات السلبية، وهذا شيئ عادي. وهنا يأتي دور الثقة المتبادلة والتواصل البنَّاء، فمن خلال معرفة السبب أو الهدف وراء هذا الفعل السلبي، وبكل هدوئ وأريحية، وبدون إنفعال وغضب. نقوم بتوجيه الطفل الى ما هو مناسب. ونقوم بجزره بأن نحرمه من بعض الأنشطة اليومية، او بعض الكافئات التي كانت في الطريق. والأهم في عملية الجزر أن نكون حاسمين، لا ينبغي التراجع بعد إصدار القرار، فالتراجع يعني للطفل أنه من الممكن إعادة الخطأ. كما يجب أن تكون العقوبات خفيفة ولا تمتد لأيام، وأن تكون بهدف التوجيه والتعلم وليس العقاب.
5. تقديم القدوة الحسنة
أول قدوة للطفل هي الوالدين فمن المهم أن تكون تصرفاتك وتعاملاتك كتلك التي ترغب أن يستعملها طفلك. فإذا أردت أن يكون طفلك مهذباً، صادقاً، ومجتهداً، يجب أن تعكس هذه الصفات في حياتك اليومية. الطريقة التي تتعامل بها مع الآخرين، وتحل بها المشكلات، وتواجه بها التحديات، تؤثر بشكل مباشر على طريقة تفكير الطفل وسلوكه. فالأطفال يتعلمون من خلال الملاحضة.
كما لا تغفل عن مراقبة الطفل ابتداء بمن يختلطون مع الأسرة عموما وبالطفل خصوصا ومراقبة البرامج الإعلامية التي يشاهدها، والأهم من ذلك تصرفات الوالدين اتجاه الأخرين وفيما بينهما.
6. قضاء الوقت الكافي مع الطفل
الوقت الذي تقضيه مع طفلك له تأثير كبير على علاقتك به. قضاء وقت نوعي والتفاعل المباشر مع الطفل في الأنشطة التي يحبها، مثل اللعب، القراءة، أو ممارسة هواياته. هذا النوع من التفاعل يعزز العلاقة العاطفية بين الأهل والطفل، ويقلل عنده التوثر، ويمنحه الشعور بالمسؤولية، ويعزز سلوكياته الإيجابية، كما أنه يخلق عنده ذكريات لا تنسى.
وفي الختام، نشير الى أن التعامل مع الأطفال ليس مهمة سهلة. فالامر يتطلب الكثير من الصبر. قد يمر الطفل بتجارب أو مشكلات تحتاج إلى وقت طويل حتى يتعلم كيفية التعامل معها. وعلى الأهل أن يدركوا بأن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة. بل يجب الاستمرار في تقديم التوجيه والإرشاد بحب وصبر. وهذا يعتبر إستثماراً ثميناً في مستقبل الطفل. باتباع هذه النصائح، يمكن للوالدين بناء علاقة صحية ومتينة مع أطفالهم تمكنهم من مواجهة تحديات الحياة بثقة ونجاح.
وبهذا نكون قد أنهينا مقالتنا: كيف أربي أولادي بطريقة صحيحة