أصبح التعليم المجتمعي و بالنظر إلى تحديات العصر الحديث. من الأسس المهمة في بناء مجتمعات قوية تملك القدرة على التكيف مع كل التحديات. ومع التقدم التكنولوجي، أصبح من المسلمات بأنه لا غنى عن التكنولوجيا كأساس لدعم التعليم المجتمعي. فهي توفر الأدوات والمنصات الرقمية، أصبح بإمكان المعلمين والطلاب الحصول إلى موارد تعليمية متنوعة، كيفما كان الموقع أو القدرة المالية. اليوم سنتناول دور التكنولوجيا في تعزيز التعليم المجتمعي. مع طرق الإستخدام الصحيح لإكتساب مهارات متطورة لدعم التعليم في الحاضر و المستقبل. بالإضافة إلى بعض الأمثلة توضح كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية لتطوير العملية التعليمية وجعلها أكثر شمولية.
1. ما هو التعليم المجتمعي وما هي أهميته ؟
يمكن أن نعتبر التعليم المجتمعي عملية تعليم شاملة هدفها تحقيق النمو الشخصي و المهني للأفراد داخل مجتمعهم. بدون اعتبار للخلفية الثقافية أو الاقتصادية فإن التعليم المجتمعي يهدف إلى تمكين الجميع، ما يضفي عليه طابع الشمولية. وهذا النوع من التعليم يجمع ويشمل حتى البرامج التي توفرها المدارس المحلية والجمعيات المحلية والمراكز المجتمعية. وذلك بهدف تطوير المهارات المهنية والحياتية، ورفع الوعي بالقضايا الاجتماعية والصحية.
أهمية التعليم المجتمعي : يكتسي التعليم المجتمعي أهمية بالغة. فبه يمكن تحسين جودة الحياة في المجتمع لأنه يعتبر أداة قوية لتقليل الفجوات التعليمية وتعزيز فعالية المشاركة للفرد في المجتمع. وفي الآونة الأخيرة لعبت و تلعب التكنولوجيا في التعليم المجتمعي. أهم دور في تسهيل هذا التعليم لأنه يوفر الأدوات الداعمة للتعليم المتاح و المستدام.
2. دور التكنولوجيا في تعزيز التعليم المجتمعي
“دور التكنولوجيا في التعليم المجتمعي” هي عبارة سمعناها في السنوات الأخيرة و نسمعها و سنسمعها و نعيشها مستقبلا، و هذا راجع إلى الفرص المذهلة التي توفرها التكنولوجيا و دورها في التعليم المجتمعي، لأنها تساعد على :
- توسيع نطاق الوصول إلى التعليم: تأصبح المحتوى التعليمي متاحا أكثر فأكثر بشكل مجاني أو بتكلفة منخفضة و ذلك بفضل التكنولوجيا، ما يرفع فرص أفراد المجتمع لتحسين مهاراتهم التعليمية و المهنية. يتيح لأفراد المجتمع تحسين مهاراتهم التعليمية والمهنية.
- التعلم عن بعد: فالإفتقار إلى بنية تعليمية متطورة أو التواجد في مجتمعات نائية، لم يعد عائقا بعد توفر منصات التعليم الإلكتروني، مثل Khan Academy و Coursera.
- التفاعل الاجتماعي والمعرفي: هنا يأتي دور منصات التواصل الإجتماعي، مثل Facebook و WhatsApp، و التي تتيح لأفراد المجتمع تبادل المعرفة وتقديم الدعم المتبادل، مما يساهم في تطوير المهارات و صقل المعارف.
بربط الأفراد بالمدربين و المعلمين و الموارد التعليمية، فإن التكنولوجيا تحضى بدور كبير في في تعزيز التعلم المجتمعي. مما يساعد في تعزيز التعاون بين المتعلمين ويعزز من التجربة التعليمية بشكل عام.
3. أدوات التعليم التكنولوجي في التعليم المجتمعي
هناك الكثير من الأدوات التكنولوجية التي يمكن الإعتماد عليها و استخدامها في التعليم المجتمعي، و منها :
- منصات التعلم الإلكتروني: هي منصات تعليمية منها المجاني و منها المدفوع، توفر دورات تعليمية و مجموعة كبيرة جدا من المواضيع، نذكر منها Udemy و edX.
- تطبيقات الهواتف الذكية: يوجد العديد من التطبيقات التي تتميز بسهولة استخدامها و طابعها الاستقلالي في التعلم مثل Duolingo لتعلم اللغات و Photomath لحل مسائل الرياضيات.
- الفصول الافتراضية: المحاضرات و ورش العمل هي الأخرى توفر التكنولوجيا أدواتها التي تعتبر من ركائز تبادل و مشاركة المعارف و الأفكار عبر الحضور عن بعد. و نذكر منها Zoom و Google Classroom.
- المكتبات الرقمية: للوصول السهل إلى الكتب والمقالات والبحوث العلمية، تضع التكنولوجيا مجموعة من المكتبات الرقمية التي توفر محتوى تعليميا متاحا للجميع مثل Google Scholar و Project Gutenberg.
هذه الأدوات بالإضافة إلى أنها مهمة جدا للمتعلمين، فهي ملهمة بشكل كبير للمعلمين.
يمكنك القرائة أيضا: أشهر أدوات التدوين بالذكاء الإصطناعي وخصائص كل واحد منها
4. التعليم المتاح للجميع من خلال التكنولوجيا
يرتكز التعليم المجتمعي عل مبدأ الشمولية، وهذا بالظبط ما توفره التكنولوجيا بشكل كبير جدا:
- إزالة الحواجز الجغرافية: لم يعد المكان أو الموقع الجغرافي مهما أو عائقا أمام سهولة وصول الأفراد إلى الموارد التعليمية.
- تكاليف أقل: من قوة التكنولوجيا، إتاحتها لدورات و برامج تعليمية عبر الأنترنت، إما مجانا أو بتكلفة قليلة. مما يجعلها أقل تكلفة مقارنة بالتعليم التقليدي.
- التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة: لم تغفل التكنولوجيا، ذوي الإحتياجات الخاصة أو الإعاقة حيث سهلت لهم الوصول إلى التعليم عبر أدوات من قارئات صوتية أو مواقع سهلة الوصول.
5. التعليم التعاوني والتكنولوجيا
منصات التعليم التعاوني التي توفرها التكنولوجيا مثل Microsoft Teams و Slack أصبحت تسهل بشكل كبير جدا عملية التواصل الفوري بين المتعلمين والمعلمين، مما يسهل التفاعل والتعلم الجماعي. إذ يمكن للطلاب العمل على مشاريع مشتركة، والتواصل مع زملائهم من مختلف الخلفيات و المناطق الجغرافية.
أصبح التعليم التعاوني حلقة مهمة في مسار المتعلمين، لكونه يعزز تبادل مهارات ومعارف بعضهم البعض. و هذا ما يحتاجه الفرد للنجاح في الحياة العملية.
6. التحديات التي تواجه استخدام التكنولوجيا في التعليم المجتمعي
كأي مجال في الحياة، ورغم الفوائد الكثيرة، فإن التكنولوجيا تواجه بعض التحديات في التعليم المجتمعي، و منها:
- الفجوة الرقمية: هناك صعوبة في الوصول إلى الأنترنت و التكنولوجيا في المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية.
- التحديات التقنية: نذكر أيضا صعوبة في استخدام الأدوات الرقمية بسبب نقص الخبرة عند بعض الأفراد.
- التمويل: من بين التحديات التي تواجه بعض الحكومات و المجتمعات، نجد تمويل توفير التكنولوجيا للجميع.
7. دراسات حالة: أمثلة على مشاريع التكنولوجيا في التعليم المجتمعي
إليك بعض الأمثلة على فعالية و دور التنولوجيا في التعليم المجتمعي:
- مشروع “محو الأمية الرقمية”: العديد من المنظمات، قامت بتقديم برامج تدريبية عبر الإنترنت للأفراد الأميين رقميًا من أجل مساعدتهم على استيعاب أساسيات التكنولوجيا.
- مبادرات التعليم عن بعد في المجتمعات النائية: تم توفير دروس تعليمية عبر الإنترنت، في العديد من البلدان للطلاب في المناطق النائية. الشيئ الذي ساهم في مواصلة عملية تعليمهم في الظروف الصعبة.
- مشروع التعلم مدى الحياة: على سبيل المثال، ففي دول متقدمة تعليميا كفنلندا وكوريا الجنوبية، نجد أنها وفرت منصات رقمية لدعم التعلم مدى الحياة، وذلك من خلال تقديم برامج تدريبية للأفراد من جميع الأعمار.
لقد أصبحت التكنولوجيا في الآونة الأخيرة كالأكسجين بالنسبة للتعليم عامة و التعليم المجتمعي خاصة، وذلك للأسباب التالية:
- أداة قوية لتعزيز التعليم المجتمعي.
- توفر الفرص التعليمية للجميع.
- توسع نطاق الوصول إلى الموارد.
- تجعل التعليم أكثر شمولية.
- تسهل التعاون بين الأفراد.
- تحدث تغييرًا جذريًا في حياة الأفراد والمجتمعات.
ومع ذلك، لتحقيق الاستفادة الكاملة، من الضروري مواجهة التحديات التي تعترض استخدام التكنولوجيا، وتوفير الدعم اللازم لجميع الأفراد للوصول إلى الموارد التعليمية الرقمية.
في النهاية، التعليم المجتمعي المدعوم بالتكنولوجيا يمكن أن يساهم بشكل كبير في بناء مجتمعات قوية ومستدامة، حيث يتمتع الأفراد بمهارات ومعارف تتيح لهم تطوير ذواتهم وتحقيق النجاح.